يحيى السنوار.. هل تنتهي الحرب على غزة بعد موت «مهندس 7 أكتوبر»؟

يحيى السنوار.. هل تنتهي الحرب على غزة بعد موت «مهندس 7 أكتوبر»؟
يحيى السنوار

«الحرب ليست من مصلحة أحد، ولكن الانفجار بات لا مرد له».. هذه الكلمات قالها يحيى السنوار في عام 2018، وبعد أعوامٍ خمسةٍ خطط لهجوم وصف بأنه الأعنف على إسرائيل منذ عقود مخلفًا مئات القتلى من الإسرائيليين.

خطط يحيى السنوار ليوم السابع من أكتوبر 2023 ذاهبًا بالمنطقة كلها حد الانفجار، وبعد أيام من الذكرى الأولى للحرب قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

شهر أكتوبر يحمل مفارقة بالنسبة للرجل الذي ظنت إسرائيل أنه سيقتل في نفق وبجهد استخباراتي كبير، لكنه قتل مصادفة على يد قوات من المشاة في حي تل السلطان في مدينة رفح، قبل أن يبلغ عمر 62 عاما، والذي كان مقررا في التاسع والعشرين من هذا الشهر.

ولد السنوار، المعروف باسم “أبو إبراهيم”، في مخيم خان يونس للاجئين عام 1962 وتنحدر عائلته من مدينة المجدل في جنوب إسرائيل، والتي تم تهجيرها منها قسراً عام 1948 وتلقى تعليمه في مدرسة خانيونس الثانوية للبنين، ثم حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية بغزة.

مقاومة الاحتلال الإسرائيلي

انخرط في الفصائل الفلسطينية منذ الثمانينات وأسس جهاز الأمن الذي عرف باسم "المجد"، وركز على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في غزة ومكافحة العملاء الفلسطينيين.

اعتقلت إسرائيل السنوار لأول مرة في عام 1982، عندما كان عمره 19 عامًا، بتهمة تتعلق بأنشطة ضد إسرائيل، وأطلق سراحه بعد أيام قليلة، لتعيد اعتقاله مرة أخرى في وقت لاحق من العام نفسه، وحكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر بتهمة "المشاركة في أنشطة أمنية ضد إسرائيل".

وفي 20 يناير 1988، أعادت إسرائيل اعتقاله وحكمت عليه بالسجن أربعة مؤبدات، بالإضافة إلى 30 عاماً بتهمة "تأسيس جهاز الأمن المجد، والمشاركة في تأسيس الجناح العسكري، المعروف باسم المجاهدين الفلسطينيين".

أمضى السنوار أكثر من 22 عاما في السجون الإسرائيلية، حيث تحدث أحد مرافقيه في السجون عن شخصيته خلال تلك الفترة قائلًا "حينما تلتقي السنوار ترى إنساناً عادياً، بسيطاً ومتديناً يحمل أيضًا صفات القسوة والحِدّة في التعامل، هو رجل متدين لكنه ليس خطيباً ولا منظِّراً، تحضر الخلفية الدينية في تشكيل علاقاته، ولا يمكن أن يتعامل معك بمعزل عن موقفه المسبق".

ورأت سلطات الاحتلال خلال تلك السنوات أن شخصيته قاسية، متسلطة، مؤثرة، وصاحبة قدرات غير عادية على التحمل، وماكرة ومتلاعبة، وراضية بالقليل.

صفقة تبادل الأسرى 2011

أطلق سراح السنوار في صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي 2011 وفي ذلك الوقت، وصف السنوار عملية التبادل بأنها "واحدة من المعالم الاستراتيجية الكبيرة في تاريخ قضيتنا".

خلال وجوده في السجن كتب السنوار رواية من 240 صفحة بعنوان "الشوك والقرنفل"، تحكي قصة المجتمع الفلسطيني منذ حرب عام 1967 وحتى عام 2000، عندما بدأت الانتفاضة الثانية وكتب في مقدمة الرواية "هذه ليست قصتي الشخصية، ولا قصة شخص محدد، رغم أن كل الأحداث حقيقية".

وبعد إطلاق سراحه عام 2011، شارك السنوار في الانتخابات الداخلية لحركة حماس عام 2012، وفاز بمقعد في المكتب السياسي وتولى مسؤولية الإشراف على الجناح العسكري للحركة، كتائب القسام.

وفي 13 فبراير 2017، انتخب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية.

وفي 2021 هدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، باغتياله وبقية قادة الحركة، ليرد السنوار بالتوجه سيرًا إلى منزله بعد مشاركته في إحدى الفعاليات.

العدو الأول لإسرائيل

وبعد هجوم السابع من أكتوبر 2023، بدا أن الرجل هو العدو الأول لإسرائيل حتى أطلقت عليه "الرجل الحي الميت".

ويضع مقتل السنوار حماس في مأزق جديد لا سيما أنه مؤخرًا حل بديلًا على رأس المكتب السياسي للحركة بدلًا من إسماعيل هنية الذي قتل في طهران منذ أشهر، بعملية اغتيال إسرائيلية دقيقة.

مقتل السنوار يطرح السؤال الأهم والذي بات يراود الملايين ممن يتابعون تطورات الحرب في المنطقة: هل تنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة بوفاة السنوار أم تواصل حكومة نتنياهو جرائمها في القطاع الفلسطيني سعيا لتحقيق أهداف أخرى؟



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية